عرض المقال
الإخوان وحيلة الإنكار الدفاعية
2013-07-01 الأثنين
أصابنى الذهول وأنا أشاهد ردود فعل وتعليقات الإخوان على مليونيات 30 يونيو، شىء لا يصدقه عقل على رأى الفنانة شويكار، تقلب القنوات فتسمع إخوانياً يقول «المتظاهرين المعارضين لمرسى عددهم 37 ألف بس والمؤيدين فى رابعة 370 ألف»!!، وتشاهد إخوانياً آخر وعروقه نافرة منفعلاً يتهم المظاهرة بأنها كلها فلول ونصارى!! وثالث يقول «مؤامرة صليبية»، ورابع يدعى أنها خطة كونية، وخامس «قلة مندسة»... الخ.
الإنكار DENIAL ميكانيزم دفاعى وحيلة نفسية من الممكن أن يصاب بها فرد، ولكن أن تصاب بها جماعة كاملة فهذا هو الغريب والعجيب والمدهش، درسنا الحيل الدفاعية فى كلية الطب على مستوى الفرد ولكننا لم ندرسها على مستوى الجماعات، هل يصل الإنكار إلى درجة تعطل الحواس، أرى الملايين بضع مئات وأسمع الحناجر الهادرة وهى تهتف ارحل مجرد صوصوة عصافير تهمس فى أذنى «اقعد يا حبيبى»، وأشم رائحة المولوتوف المنطلق من داخل مكتب المقطم عطراً باريسياً؟!
يعرف الإنكار فى علم النفس بأنه عملية لا شعورية تحمى الأنا من مواجهة الواقع أو أى حقيقة مؤلمة وتظهر على شكل رفض الاعتراف بالحقائق غير السارة أو تجاهل وجودها لتجنب الواقع المؤلم والتوتر والقلق الناتج عن الاعتراف بها، يعنى أسقط فى الامتحان ممكن أقول الظروف كانت وحشة ولا أقول وأعترف لنفسى بأننى لعبت وماذاكرتش لغاية هنا طبيعى لكن ممكن أزودها بطريقة مرضية تعبر عن خلل واضطراب نفسى وأقول اللى وضع الامتحان مضطهدنى وورقة الامتحان ممسوحة واللجنة ماكانش فيها أوكسجين وكائنات كونية من كواكب أخرى مسكت إيديا وأنا باحل الامتحان!
الإخوان إنكارهم مثل إنكار الأرملة التى توفى زوجها ودفنته بيديها وحصلت على الميراث ثم ظلت تجهز له الطعام وتضع طبقاً خالياً له على المائدة وتتعامل على أنه موجود!
جنازة المؤامرة الإخوانية حارّة والهتاف هادر وألسنة اللهب تتصاعد من رد فعل الغضب والملايين تخرج للشارع وجوجل إيرث يصور والعالم يرصد والإخوانى ينكر كل هذا ويقول صبحيهم الصالح هذا شىء عادى وزوبعة فى فنجان ورقم متواضع من المصريين البلطجية!!
الـGROUP THINKING أو تفكير الجماعة سواء الإخوانى أو الفاشى أو النازى غالباً ما يصاب بهذا الخلل ويرفض التفكير الفردى ويعتبره منشقاً خارجاً مرتداً، الواقع الخارجى يتآمر عليه، المصريون مايستاهلوناش نحن الإخوان أصحاب المشروع الإسلامى والأيادى المتوضئة، النظام السابق يلعب بالأصابع، المتحرشون والشواذ يريدون إجهاض رؤية حسن البنا وهزيمة الإسلام... إلى آخر هذه الأوهام والضلالات والهلاوس التى تسكن تلافيف أمخاخهم، تفكيرهم الجماعى يحشو عقول شباب الإخوان الآن بقصة أصحاب الأخدود ويصورون لهم أن صمودهم وصبرهم على بقية المصريين الكفرة الرافضين لتنظيمهم العالمى السرى له الثواب والأجر عند الله، الإنكار الذى تلبّس الإخوان تمكّن منهم وحتى يندمجوا ثانية فى المجتمع لا بد لهم من تأهيل نفسى وعلاج فى مصحات، لا بد أن يقتنعوا أنهم ليسوا الفرقة الناجية وما عداهم ضلال وكفر، لا بد أن يعودوا إلى أرض الواقع حتى لا تعطل حواسهم وتشل مشاعرهم وجوارحهم، حينها سيجدون الأيادى ممدودة والحوارات مفتوحة ولكن بعد جلسات العلاج فالحل عند الدكتور أحمد عكاشة وليس عند توفيق عكاشة!!